أسطورة “أنا غير قابل لأن أحَب”

عندما نشعر أننا غير محبوبين، دماغنا يخترع قصة حول مدى كوننا غير قابلين لأن نُحَب، مالئا كل التفاصيل حول عيوبنا المفترضة: غير جذابين بما فيه الكفاية، غير أذكياء بما فيه الكفاية، غير مثيرين للاهتمام بما فيه الكفاية، وغير ناجحين بشكل كاف في حياتنا المهنية كلها تفسيرات شائعة حول مفهوم “عدم الكفاية”.

 

ثم هناك مفهوم “أكثر من اللازم”. أنا كثير المتاعب، مثير للدراما، حساس جدا، عصبي جدا، غاضب جدا، محتاج جدا، معيوب جدا، عمل غير مكتمل أكثر من اللازم، جروح أكثرمن اللازم كلها تفسيرات نتخيلها.

 

هناك الكثير غير ذلك؛ هذه مجرد أمثلة عن بعض المفاهيم الأكثر شعبية. في أي مكان حساس وسريع التأثر في ذواتنا حيث نحس بأننا أقل كفاية أو أكثر من اللازم، حيث نشعر أننا غير ملائمين، معيوبون، نشعر بالذنب أو بالعار، هو المكان الذي سيذهب إليه دماغنا في تلك اللحظات المظلمة من الشك حول كوننا قابلين لأن نُحَب. من الممكن أن لا شيء مما يخترعه دماغنا قد يكون حقيقيا على الإطلاق. أو ربما هناك ذرة من الحقيقة هناك، ودماغنا ينفخها لأحجام ضخمة.

 

لسنا مختلفين كثيرا عن ذاك الطفل الصغير الذي لم يحصل على حب والديه بشكل لائق. إذا تعرض للإساءة أو الاهمال، لن يستطيع أن يرى أن والديه كانا  غير أكفاء. إنه أمر مخيف للغاية بالنسبة لطفل أن يرى الشخص (المسؤول عن العناية به) غير كفء لهذه الوظيفة. رعب مواجهة هذه الحقيقة سيكون مزعزعا لاستقرار الطفل بشكل كبير. لذلك فهو يفسر تصرف عدم الحب بجعل نفسه سيئا وخاطئا. “أنا غبي؛ أسأت التصرف؛ لست ذا مظهر جميل، إلخ.” طريقة التفكير هذه قد تصبح عادة ذهنية نأخذها معنا لسن الرشد.

Photo by Picsea on Unsplash

الطفل لا يملك التجربة الحياتية والتمرس على أن يقول، “إنه لأمر سيئ أن يكون والدي محدودين على أن لا يقدرا مدى روعتي وقابليتي للحب.” لكن حياة الشخص البالغ ليست ضعيفة واتكالية كحياة الطفل. شخص بالغ لديه تجربة حياتية أكبر، مصادر متنوعة، ومساعدة متوفرة. القدرة على حل الصعوبات تصبح أكثر تطورا. الخيارات متوفرة للشخص البالغ ليسائل افتراضاته حول كونه غير قابل للحب. وجهات نظر أخرى لرؤية الوضع متوفرة، كمثال:

 

  1. ربما هم يحبونني وهم فقط مشغولون بأمور أخرى الآن.

  2. ربما هم يحبونني لكنهم لا يعرفون كيف يظهرون هذا الحب الذي يشعرون به في قلوبهم.

  3. ربما لم أكن واضحا حول مدى سروري بإظهارهم الحب لي.

  4. ربما سبق لآخرين أن جرحوا هذا الشخص عندما فتح قلبه وتركوه ممتنعا عن إظهار الحب الذي يشعر به.

  5. ربما لدي صعوبات حول قيمتي الذاتية وتجاهله (الشخص) لي ينشط هذه الصعوبات.

  6. ربما أحتاج إلى تطوير نفسي في هذه النقطة بالتحديد لأثق أكثر أنني بالفعل قابل للحب. أستطيع تحقيق هذا.

  7. ربما هي لا تحبني. قد نكون زوجين غير مناسبين، بحب من طرف واحد فقط. لكن هذا لا يعني أنني غير قابل للحب؛ هناك آخرون يستطيعون أن يحبونني.

  8. ربما هو غير خبير في إظهار الحب الذي يشعر به ويمكن أن نتعلم معا كيف نكون حبيبين بارعين.

 

تغيير زاوية النظر من الإيمان بأننا غير قابلين للحب إلى معرفة أننا قابلون للحب يعني شيئا عظيما. إدخال “ربما” لتفكيرنا يحررنا من قبضة التفكير في السلبيات، وأحيانا من الأفكار التعذيبية أننا غير قابلين للحب. عندما نسائل معتقداتنا الشخصية وننظر عميقا لنرى ما هو الحقيقي حقا، نفتح دماغنا، والذي قد يساعدنا في نسب المسؤولية حيث تنتمي فعليا وعدم تحمل أكثر من حقنا.

 

ما إن نبدأ في الخروج من الغيبوبة التي يلفنا بها اعتقادنا أننا غير قابلين للحب، تحفيزنا يتقوى ليتعلم الهروب بشكل نهائي من القبضة المؤلمة للمعتقدات القديمة التي لا تخدمنا. 



المصدر: Linda and Charlie Bloom on psychologytoday

الصورة: Photo by Nick Fewings on Unsplash