لِمَ أشعر بالوحدة رغم أنه لدي أصدقاء؟

أنت محاط بالناس والأصدقاء، حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي مكتظة … “ِلم أشعر إذا بالوحدة حتى وأنا لدي أصدقاء؟”

 

7 أسباب لشعورك بالوحدة رغم تواجدك مع الناس

 

1-أنت تسيء فهم ماهية الشعور بالوحدة.

 

الوحدة هي حالة عاطفية وليست حالة “مادية”.  لا يمكن تفاديها بالعدد الكبير من الأصدقاء، أو بعدم البقاء لوحدك بالمطلق.

 

كما أن الوحدة لا يمكن التخلص منها بأن تقول لنفسك “تجاوز الأمر ببساطة”. غالبا ما تنشأ الوحدة من الأشياء التي تعلمناها أو عشناها ونحن أطفال والتي جعلتنا نتصرف بطرق معينة.  أساليب الحياة هذه قد تكون صعبة التغيير، خصوصا إذا كانت مرتبطة بصدمات الطفولة النفسية.

 

إذا قبل كل شيء، تقبل أن إنهاء شعورك بالوحدة لا يتعلق بحجز جدولك الاجتماعي أو دخول موقع آخر للتعارف. لقد حان الوقت للتعمق أكثر قليلا.

 

2- أنت في حاجة إلى “تواصل” حقيقي.

 

إذا كان هناك مكون سحري لعدم الشعور بالوحدة، فسيكون هو القدرة على الاتصال -عاطفيا-  بالآخرين. لا يتعلق الأمر بالقدرة  على الظهور بشكل جذاب، أو القدرة على الحديث عن نفس المواضيع التي يجدها شخص آخر مثيرة للاهتمام. في الحقيقة قد تكون هذه الأشياء معا طرقا للهروب من “التواصل”.

 

“التواصل” -العاطفي- يعني التواجد مع أشخاص نشعر معهم أننا منفتحون ومتاحون -عاطفيا-، وقادرون على  إظهار  ذاتنا الحقيقية  مع الشعور بالأمان ونحن نفعل ذلك.

 

3- تجد من الصعب أن تكون على طبيعتك.

التواصل (العاطفي) يتضمن أن تكون على طبيعتك في معية الآخرين. لكن إن قضيت حياتك كلها محاولا بلوغ توقعات أصدقائك وعائلتك، فستجد من الصعب “أن تكون على طبيعتك”.

 

قد لا تعرف حتى ما هي “طبيعتك”.

 

نقص الهوية الذاتية يكون غالبا خلف الشعور المستمر بالوحدة. إذا لم نستطع تحديد من نكون بدقة، فسنشعر دائما أننا غير مفهومين. كيف يمكن للآخرين التواصل معنا إذا كنا نغير باستمرار طريقة تقديمنا لأنفسنا ونترك الآخرين في حيرة؟

 

وهذا وارد الحدوث إن قضينا طفولتنا في محاولة إرضاء أحد الأبوين بدرجة كبيرة حيث أن ذاتنا الحقيقية لا تجد فرصة للتطور، أو إن تسببت صدمة نفسية في مرحلة الطفولة في تطوير “ذات مزيفة” لإخفاء مشاعر الألم.

 

4- في العمق، أنت لا تثق بأي أحد.

 

بالطبع إن كنت لا تثق بأحد، كيف ستسترخي لتكون ذاتك؟ هذا النوع من الخوف من الحميمية يؤدي إلى وجود العديد من الجدران الداخلية والحواجز التي تمنع الآخرين من الوصول إليك – وتتركك محتجزا في الداخل، وحيدا.

 

5- لديك اضطراب الشخصية الحدي.

 

أحيانا تكون ثقتنا مكسورة بسبب تجارب طفولتنا حيث يصبح غير ممكن لنا الحفاظ على علاقاتنا بالآخرين، مهما حاولنا.

 

هل أنت شخص شغوف جدا وساحر يجذب الشركاء والأصدقاء بسهولة – لكن هذه القائمة سرعان ما تتغير؟ تتصل بالآخرين بسرعة، لكن النهايات تكون درامية في الغالب؟ هل سبق وقيل لك مرارا أنك عاطفي جدا وانفعالي؟

 

اضطراب الشخصية الحدي ليس متعبا فحسب، بل يترك لديك شعورا بأنه يساء فهمك بشكل لا يطاق وأنك وحيد في هذا العالم.

 

6- تعريفك للصداقة يحتاج مراجعة.

 

أحيانا شعور الوحدة يتلخص في عدم استيعاب المكونات الأساسية للصداقة في عالم الكبار.

 

نعم، في المدرسة، ننجذب للآخرين لأننا نكون في نفس فريق الرياضة، أو تعجبنا نفس الموسيقى. لكن عندما نصبح راشدين، مستقلين عن الدعم الدائم لعائلتنا، نحتاج بدل ذلك لإيجاد أشخاص نتشارك معهم نفس القيم الشخصية.

 

القيم الذاتية هي الأشياء الأكثر أهمية لك عن الحياة.

 

إذا خسرت كل شيء وكل شخص لديك لكنك مازلت تملك نفسك، ما الذي سيكون مهما بالنسبة لك حينها؟

كما تلاحظ، إذا كنت تشارك هذه القيم الرئيسية مع شخص ما، لا يهم حينئذ إذا كانت حياتكما متطابقتين في الظاهر الدائم التغيير عندما تتطابقان في الباطن.

 

ربما لهذا السبب “صداقات” وسائل التواصل الاجتماعي لا توقف شعور الوحدة. عوض ذلك، الدراسات تشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي بطريقة مباشرة  لرفع مستويات الوحدة. نحن ببساطة لسنا صادقين بما يكفي في طريقة تقديمنا لأنفسنا في العالم الافتراضي، بالإضافة إلى القيم الشخصية، الصداقة الحقيقية مبنية أيضا على المصداقية.

 

7- لا تعرف كيف تستقبل العطايا (من الآخرين).

 

هل تميل لقول لا لكل عرض للمساعدة وتقوم بكل شيء بنفسك؟ تصرف الأسئلة عن نفسك وتصر على الحديث حول مشاكل الآخرين فقط؟ وتخفي مشاعرك إذا شعرت بالحزن أو الإحباط، وتتصل بأصدقائك فقط عندما تكون  في مزاج جيد؟

الاتصال هو طريق ذو اتجاهين.

إذا كنت تبني صداقات في اتجاه واحد، تعطي دائما ولا تأخذ أبدا، ستشعر حينئذ أنك مستنزف بدل أن تشعر أنك محبوب. في أقصى الحدود، قد يصبح هذا نمطا من “التعلق المرضي المشترك“، حيث تبدأ في ربط قيمتك الذاتية بمساعدة الآخرين وتفقد أي حس باحتياجاتك الخاصة.  

 

هل يبدو الأمر مألوفا بشكل مقلق؟

 

إذا وجدت أنه لديك صعوبات حقيقية في الاتصال (عاطفيا) بالآخرين، وتشك في كون أساليبك في الارتباط بالآخرين تعود إلى مهارات مكتسبة وتجارب من  الطفولة، فسيكون من الجيد البحث عن مساعدة مستشار نفسي.

الارتباط بالآخرين يعتبر الآن مهما لصحتنا، حتى أنه توجد علاجات تركز فقط على هذا العنصر من حياتنا.

 



المصدر: Harley Therapy

الصورة:  tealeleFUNT on pixabay