كيف تكون شجاعا (حتى عندما تكون خائفا)
تتجنب مواجهة أحد ما؟ أو تود القيام بخطوة ما في حياتك، لكن تنقصك الشجاعة؟ يمكنك تعلم كيف تصبح شجاعا والأمر قد يكون أسهل مما ظننت.
ما هي الشجاعة حقيقة؟
في أوقات الشدة يمكن أن نكون شجعانا بطريقة استثنائية. دماغنا يأخذ زمام الأمور، مغرقا جسدنا بالمواد الكيميائية مثل الأدرينالين التي تجعلنا نرى أنفسنا أبطالا.
لكن الشجاعة اليومية لا تتعلق بأوقات الشدة. بل تتعلق باختياراتنا وتحدياتنا، مثل ترك علاقة ليست في صالحنا. السفر وحيدا. أو تغيير وظيفة.
خلص باحثون أمريكيون بعد تفحص نظريات حول الشجاعة إلى أن كونك شجاعا ينقسم إلى أربعة أجزاء. وهي:
- اتخاذ قرار واع بأخذ خطوة عملية
- اليقين بأن تلك الخطوة تحتوي بعض الخطر
- واستمرار الحماس رغم ذلك، لأننا نعتقد أن تلك الخطوة ستقود إلى نهاية سعيدة تستحق العناء
- التأني بحذر ثم البدء في تلك الخطوة.
كيف تصبح شجاعا – 10 خطوات
ما هي الخطوات التي يبينها لنا هذا التعريف؟ وما هي النصائح الأخرى التي قد تفيد في موضوع الشجاعة؟
1.الإدراك أنك كنت شجاعا فيما سبق
عد بذاكرتك إلى الوراء وجد تلك اللحظة، كيفما كانت صغيرة، التي خطوت فيها خارج دائرة أمانك وعشت لتخبر قصتها. جميعنا كان طفلا عاش يوم المدرسة الأول، تحدثنا إلى شخص مع إمكانية تلقينا للرفض، أو اضطررنا إلى الذهاب إلى الطبيب من أجل أخذ حقنة.
2. ضع نظرك على النتيجة
عندما نحتاج أن نكون شجعانا ستكون لدينا عدة أفكار تحاول أن تعثرنا، تخبرنا بمدى صعوبة الأمر، أو بعدم إزعاج أنفسنا بالمحاولة.
ضع عينيك على الجائزة. ما هي النتيجة المرغوبة؟ أين ستكون خلال خمس سنوات إذا قمت بهذا الشيء الشجاع، أو خوض هذه المحادثة الشجاعة؟ أين ستكون إذا لم تقم بهذه الخطوة؟ كن واضحا حول نواياك.
3. انس الوقت المثالي
انتظار الوقت المناسب غالبا ما تكون طريقة للتأخير. نادرا ما يكون هناك وقت مثالي.
وإذا كنت تنتظر الوقت الذي تكون فيه غير خائف، انس الأمر. قد يكون الوضع على هذا الحال بالخصوص إذا مررت بطفولة صعبة، ولديك اضطراب القلق التالي للصدمة المعقد complex PTSD. سيكون لديك دوما استجابة كر أو فر قلقة في مواجهة التوتر. الحيلة هي تعلم القيام بما يقترحه عنوان كتاب Susan Jeffers : “اشعر بالخوف، وأنجز الأمر”. “Feel the fear, and do it anyway”.
4. فرّق بين الخوف الجيد والخوف السيء
غالبا ما نسميه خوفا هو عبارة عن إثارة عصبية، أو إحساس الخروج من منطقة أماننا.
لكن إذا كان هناك خطر حقيقي، إذا كنت تريد الانفصال عن شخص لكن تشعر فجأة أنهم قد يؤذونك، مثلا؟ هذا خوف حقيقي. يجب أن تبتعد.
5. ولا تخلط بين تعذيب الذات والخوف
أحيانا، إذا كانت تنتابنا مشاعر غامرة لمجرد التفكير في فعل شيء، ذلك أنه ببساطة ليست لدينا القدرة العاطفية أو الذهنية في تلك اللحظة ونحتاج إلى الاعتناء بأنفسنا. وهذا شيء طبيعي.
على سبيل المثال، إذا أردنا لوقت طويل محاكمة أحد من أجل فعل شنيع حدث لنا في مرحلة الطفولة، هذا سبب قوي لتستجمع شجاعتك. لكن أن تقرري فجأة القيام بذلك بعد الشهر الثالث من حملك الأول، عندما تحتاجين أن تكوني هادئة وفي صحة جيدة، فهذا قد يكون تخريبا ذاتيا (self-sabotage).
6. اطرح أسئلة جيدة
أحيانا نقنع أنفسنا أننا في مواجهة خطر يتطلب منا كل شجاعتنا. في حين أنه في الحقيقة، أغلب الدراما هي في أذهاننا فقط.
تقضي أسابيع في التفكير أن إخبار رئيسك في العمل بحاجتك لترك الوظيفة سيشعرها بالذعر وأن الشركة لن تنجح من دونك. في جميع الحالات، تحدث المحادثة أخيرا وتأخذ ثلاث دقائق. رئيستك لا تعترض على مغادرتك وقد سبق ووجدت من يعوضك.
لتجنب السقوط في ‘التشوهات الإدراكية’، من الجيد طرح الأسئلة المناسبة.
- حول ماذا يدور الوضع بالضبط؟
- هل أفكارك حول الوضع هي حقائق مع أدلة أو مجرد افتراضات؟
- ما الذي قد يغيب عنك بخصوص الوضع؟
- كيف يمكنك الوصول إلى مزيد من الحقائق؟
- كيف قد ينتهي الوضع بشكل مختلف عما تتوقعه؟
7. فرّغ عواطفك ثم فرغها مرة أخرى
شجاعتنا قد تنهار إذا انتهى بنا الأمر في بركة من الدموع أو الانفجار غضبا قبل قول ما نحتاج قوله. هذا يحدث عندما نكون ما زلنا “مشحونين” عاطفيا. غالبا ما يحدث هذا عندما “نستثار” بدون قصد، جالبين عواطف من تجارب قديمة، ربما بقِدم طفولتنا.
استعمل تقنيات لتفريغ عواطفك قبل الحدث، كالكتابة، التأمل، ضرب حائط، ضرب المخدات، الرقص… أي شيء قد يساعد لتهدئتك. وإن كنت تحتاج عدة أسابيع أولا، فهذا طبيعي.
8. اجعل الأمر أكبر من نفسك
هل لاحظت كيف تضيع الوقت عندما يتعلق الأمر بمشاريعك الخاصة، لكن عندما يتعلق الأمر بشيء من أجل الآخرين، تصبح منظما جدا؟
الروابط البشرية ملهمة ومفعمة بالطاقة. عندما نفعل أشياء أكبر من ذواتنا نفاجئ أنفسنا.
استخدم هذا لصالحك عبر العثور على طريقة لربط قرارك الشجاع بالآخرين. إذا كنت تترك وظيفتك لأنك تكرهها، مثلا، فهذا أيضا يعني أنك أقل توترا مع أطفالك. إذا كنت تلقي خطابا، أنت تشارك معلومات يحتاجها الآخرون. هذا لا يدور حولك فقط.
9. حدد أسوأ احتمال
هذه تقنية تدريبية. الفكرة أنه عندما نتجنب الأشياء فذلك بسبب وجود إيمان في مكان ما في ذهننا أن شيئا سيئا جدا سيحدث. لكن ما هو؟
إذا أخذنا وقتا لنتوقف، نركز، ونطرح السؤال، “ما هو أسوأ شيء قد يحدث هنا؟” فيمكننا أيضا طرح السؤال، “وهل يمكنني التعامل مع ذلك؟ ما الذي يمكنني عمله لخوض الأمر أو إنهائه؟”
على سبيل المثال، إذا ألغيت المادة التي تكره في الجامعة لكن والديك يريدان منك دراستها، قد يغضبان جدا. قد لا يحدثانك لبضعة أشهر. هل تستطيع العيش مع ذلك؟ هل من الممكن أن يكون الأمر مثل الموت أو الحياة كما أقنعت نفسك؟ وهل هو أفضل أو أسوأ من الاستيقاظ كل صباح مع شعور الخوف أو الرعب؟
10. كن على استعداد لفشل ذريع
أحيانا نفشل. نقول أننا سنترك وظيفتنا، ندخل ونخرج بترقية بدل ذلك. نقول أننا سننفصل عن شريكنا، وينتهي بنا الأمر في الفراش معا ونخطط لعطلة بعد ذلك.
البديل لتعلم الشجاعة وخوض التجربة هو عمل لا شيء. إذا لم نقم بشيء، لا نتعلم، والحياة لا تتغير أبدا.
يمكنك دائما المحاولة من جديد. ولديك الحق أيضا في تغيير رأيك. الأشياء ليست دائما بالأبيض أو الأسود كما نحاول إخبار أنفسنا. إذا أردت التراجع عن تلك العطلة، يمكنك ذلك. وإذا اكتشفت أنك في الحقيقة متحمس لتلك الترقية، فهذا أيضا طبيعي.
المصدر: Harley Therapy Blog
الصورة: Photo by Sammie Chaffin on Unsplash