كيف تتوقف عن التفكير في شخص ما (ولم قد يكون الأمر صعبا)
تتساءل عن كيفية التوقف عن التفكير في أحدهم؟ ولم لا تستطيع منع نفسك من التفكير فيهم في حين أنهم جرحوا قلبك، أو جعلوك مجنونا؟
هل أعاني من مشكل ما؟
أنت بعيد كل البعد عن كونك وحيدا في عدم استطاعتك التوقف عن التفكير في شخص يثير اهتمامك عاطفيا، صديق قديم، أو شخص أنت معجب به.
وجد بحث عام حول الإدمان، اعتمد على بيانات من 83 دراسة، أن الإدمان على الحب يعتقد أنه يؤثر على 26% من تعداد السكان الراشدين.
لم لا أستطيع التوقف عن التفكير به أو بها؟
نعيش في مجتمع يشجع طرق غير صحية لبناء العلاقات. مواقع التواصل الاجتماعي، الأفلام والبرامج التلفزية تقدم لنا سيلا لا نهاية له من السلوكات الإدمانية تحت مسمى ‘الحب’، والاعتماد المعقد الذي يدعى ‘صداقة’.
هذه الأفكار الخاطئة لم تكن ليكون لها تأثير مهم لو أننا تعلمنا العلاقات الصحية في طفولتنا من الرشداء حولنا وكان لدينا طفولة آمنة. كنا ببساطة سنعلم أفضل.
لكننا قد نسقط في هذه الأفكار المحطمة حول العلاقات إذا كان لدينا:
- طفولة غير مستقرة
- آباء لديهم علاقات متقلبة
- لَم نحصل على الحب غير المشروط، المستقر والآمن الذي يحتاجه الطفل لينمو بشكل جيد
- عيش صدمات في الطفولة
إذا أول خطوة للتوقف عن التفكير في أحدهم هي فهم المشكل الحقيقي (ونادرا ما يكون مرتبطا بالشخص الآخر).
1. لم يسبق لك أن تعلمت ماهية العلاقات الصحية
‘صوغ النماذج الاقتدائية’ مصطلح يقصد به الطريقة التي يتعلم بها الأطفال السلوكات مما يرونه حولهم. أمثلة عن نمذجة ضعيفة قد تكون الآباء أو الأب/الأم الذي:
- دائما ما يتشاجر أكثر مما يتصالح، معلما إياك أن الحب حاد وجامح
- أو كان غير صادق، مع كون أحد الأبوين مهووسا بمكان تواجد الآخر، معلما إياك أن الحب عبارة عن قلق وتفكير مفرط
- كانت لديه/ها علاقات قصيرة عاطفية عنيفة بشكل مستمر جعلتهم محطمين ومهووسين فيما بعد، معلما إياك أن الحب عبارة عن هوس.
2. لديك مشاكل في التعلق
نتساءل جميعا بالطبع، وما إن نكبر، عن أي سلوك تعلمناه من أبوينا، ونبدأ في تعلم سلوكنا الخاص.
الذي لا يتغير بسهولة، مع ذلك، هو المعتقد حول الحب الذي تعلمناه من علاقتنا المباشرة مع مقدم الرعاية الأساسي.
لو كنت محبوبا فقط عندما تتصرف بشكل “جيد”، أو كان لديك أب/أم أو راع مزاجي، غير مستقر يحبك فقط عندما يناسبهم الأمر؟ أو لا يحبونك بالمرة؟
فمن المحتمل جدا أن تكبر لتصبح راشدا يعاني ما يسمى “صعوبات في التعلق”.
إذا لم تستطع التوقف عن التفكير في شخص ما، من المحتمل أن يكون لديك “تعلق قلق”. قد تكون متقلبا في العلاقات، تقترب وتبتعد، لتحصل على استراحة من القلق الذي تسببه لك. لكن إذا رحل الشخص الآخر، تفزع.
3. أنت مدمن حب وعلاقات
- عندما كانت الأمور جيدة مع الشخص الذي لا تستطيع التوقف عن التفكير فيه، هل شعرت بإحساس رائع كالإنتشاء؟
- وعندما تسقط من ذاك الإحساس أو تتشاجر مع الشخص تشعر بشعور منخفض تجد معه صعوبة في مغادرة البيت؟
- أم أن أفكارك حول هذا الشخص تعرقل باقي حياتك؟
- تؤثر على أدائك في عملك أو دراستك، تجعلك مشوشا تنسى الأشياء المهمة، تؤثر على نومك وأكلك حتى؟
إذن قد يكون لديك مشكل مع أحد أشكال إدمان العلاقات المختلفة، والذي قد يكون إدمان الحب، إدمان الرومانسية، أو ببساطة إدمان الأشخاص.
4. مررت بصدمات طفولة
الصدمة خلال طفولتنا، مثل الاعتداء الجنسي، تحطم إحساسنا بذواتنا. كراشدين، قد يصبح لدينا تقدير ذاتي ضعيف، نتشبث بالآخرين كطريقة للإحساس بأنه لدينا قيمة، ونصبح مدمنين على اهتمامهم.
5. لديك اضطراب الشخصية الحدية
تحديدا يسمى ‘اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفيا’، تعني أنك تخاف كثيرا من الرفض.
الدوامة التي يدخلك فيها شعور التخلي عنك قد تضم الهوس بالشخص الآخر، والقيام بأي شيء في استطاعتك لتسيطر عليهم من جديد.
كيف تتوقف عن التفكير في شخص ما
قد يكون مساعدا التعامل مع هوسك بالشخص الآخر كالتعامل مع الإدمان.
1. اعترف أن الأفكار هي مجرد أفكار، وليست حقيقة
إذا كنت تتعافى من إدمان مخدر، ستشك في أي فكرة عن مدى روعة المخدر، وعن ضرورة رجوعك لنمط الحياة ذاك.
عندما يتعلق الأمر بشخص قد نحاول إقناع أنفسنا بأن الأمر مختلف. لكنه ليس كذلك. تحتاج أن تسائل كل فكرة لديك عنهم.
أفكارك الهوسية عن الشخص الآخر غالبا ما تكون خاطئة، إصباغ الطابع الرومانسي على ما وقع، أو إعطاؤك قناعات غير صادقة مثل ‘أنك لن تستطيع العيش بدونهم’. يمكنك العيش بدونهم، وسوف تعيش بدونهم.
2. لا تعطِ الأفكار طاقة
هذا يعني أن تتوقف عن التحدث عن الأمر مع كل شخص وأي شخص قد ينصت لك. التحدث المتواصل يغذي الإدمان حيث تحصل على الاهتمام للعب دور الضحية.
وتوقف عن التواجد مع أشخاص يستغلون كونك مدمنا على شخص ما. قد يكونون مدمني أشخاص أيضا، مما يخفف شعورهم بالوحدة. أو قد يحصلون على طاقة مما يبدو ‘مساعدة’ الآخرين.
بدل ذلك، تحدث إلى معالج نفسي. الفرق هو أن المختص النفسي لن يجعلك تسقط في حفرة سوداء من القصص السلبية. إنهم متدربون جيدا ليطرحوا الأسئلة المناسبة لمساعدتك على رؤية زوايا نظر أخرى قد تكون غفلت عنها مما يمكنك من إيجاد طريقك نحو الأمام.
جرب هذا: اكتب يوميات مع نية، مثل الكتابة عن كل أفكارك دون تصحيح أي خطأ، وبعد ذلك قم بتقطيع الورقة. أو جد مكانا خاصا، حدد مؤقتا لمدة 5 دقائق، واجعل نفسك تتحدث عن الشخص الآخر حتى نهاية الوقت المحدد. إذا كنت شجاعا بما يكفي، سجل نفسك، ثم استمع للتسجيل.
3. أعط المشاعر الاهتمام
غالبا ما يكون لدينا أفكار هوسية عندما نستعمل مشاعرنا بشكل خاطئ. عوض اسشعارها، وقبول ما تحاول مشاعرنا إخبارنا به، نختبئ منها عن طريق الهوس (التفكير في الشخص الآخر)، الغضب، الهيجان والأسى. إذا عملنا مع مشاعرنا فعليا بدل ذلك، يمكن للأفكار المجنونة أن تمر.
جرب هذا: في المرة القادمة التي تجد نفسك تفكر في الشخص الآخر، جد مكانا هادئا، اجلس بدون حركة، وأغمض عينيك، مطبقا حضور الوعي لهذا الموقف. ما الذي تشعر به في هذه اللحظة؟ هل هو رفض؟ وحدة؟ غضب؟ اجلس مع هذا الشعور، بهدوء، دون حكم أو تفحص. كيف هو شعورك؟ هل هو ساخن، بارد، ثقيل، فيه دوار؟ أين تستشعره في جسدك؟ اسمح له بالتحول إلى شعور آخر إذا رغب في ذلك، مثل الحزن.
4. مارس الاستبدال
ممارسة هواية، القيام بتمارين رياضية، وظيفة جديدة… الهدف هنا هو إيجاد بديل صحي، وأن تلقي نفسك فيه.
جرب هذا: جد أحد الأحلام أو الأهداف التي أجلتها عندما ظهر الشخص الآخر. اجلس وقسم الهدف إلى خطوات لتحقيقه. استعمل تقنية وضع الأهداف smart (أن يكون الهدف محددا، قابلا للقياس، قابلا للتحقيق، واقعيا ومحددا زمنيا). ثم برمج في يومياتك كل الخطوات الأولى وابدأ العمل عليها.
5. ابحث عن العلاج النفسي لإدمان العلاقات
العلاج بالتنويم المغناطيسي يساعد على فك تأثير الشخص الآخر على ذهنك.
العلاج السلوكي المعرفي يساعدك على التعرف على أفكارك ومساءلتها، واستبدالها بتفكير متوازن.
العلاج الذي يركز على التعاطف قد يساعدك في بناء تقديرك لذاتك وتفريغ غضبك.
العلاجات الخاصة بالصدمات ينصح بها إذا مررت بتجارب صعبة (علاجات أخرى قد تعطي نتائج عكسية أحيانا). وإذا كنت تظن أنه لديك اضطراب الشخصية الحدية، من المهم أن تجرب إحدى العلاجات الخاصة بهذا الاضطراب.
المصدر: Harley Therapy Blog
الصور 1: vecteezy
الصورة 2: vecteezy