توقف عن إهمال نفسك!

‘كايسي’ متعبة من العودة إلى شقتها كل يوم. تشعر وكأن شقتها تستنزف طاقتها أكثر من عملها. ليس لأنها مكان غير جميل، أو بسبب شخص آخر يعيش معها. ‘فكايسي’ تعيش بمفردها. السبب أن شقة ‘كايسي’ عبارة عن فوضى عارمة. في كل يوم جمعة تتعهد أنها ستقوم بكل أعمال التنظيف والترتيب في شقتها قبل حلول يوم الاثنين. لكن في كل نهاية أسبوع، تجد شيئا أكثر أهمية للقيام به.

 

‘سيلاس’ يعلم أن عليه الإقلاع عن شرب الكحول. لقد صار يصل إلى عمله يوم الاثنين أكثر تأخرا في كل مرة بسبب آثار الشرب. الأمر لم يخلق له مشاكل مع رئيس عمله، لكن ‘سيلاس’ يمكنه أن  يرى أن الأمر يزداد سوءا خلال السنة.

 

بيث’ و’جيمس’ زوجان مشغولان وأبوان لولدين. يعملان معا بجد ليهتما بطفليهما ويكسبا عيشهما. عموما، حياتهما جيدة. باستثناء، أن كلا منهما يشعر في السر أن’ زواجهما رتيب وغير مُرْض. ‘شيء ما على غير ما يرام،’ تقول ‘بيث’ لنفسها. ‘أشعر بالملل،’ يقول ‘جيمس’ لنفسه. كل منهما يعلم أن عليه قول شيء للطرف الآخر، لكن لا أحد منهما يريد أن يخاطر ليجعل الأمور أسوأ، أو أن يجرح الأخر.

 

جميعنا نهمل أنفسنا بطريقة أو بأخرى، من وقت لآخر. يمكننا القول بأن الضرر الذي نحدثه بإهمالنا لأنفسنا  أكبر بكثير من أي إهمال قد نتعرض له من الآخرين.

 

اقرأ فيما يلي أكثر جوانب الإهمال الذاتي شيوعا، ولاحظ إن كنت تجد إحداها في حياتك.

 

أمثلة شائعة للإهمال الذاتي:

 

-عدم القيام بنشاط تعلم أنه يسعدك

-الرضا بوظيفة غيرمحفزة أو بظروف صعبة

-تغذية غير صحية

-عدم الحصول على نوم أو راحة كافيين

-عدم تطوير موهبة تعلم أنها لديك  

-الانخراط بشكل مفرط في نشاط يضر بجسمك ويؤثر على صحتك العاطفية، مثل التدخين أو تعاطي المخدرات (مثلا، تعاطي ‘سيلاس’ للكحول)

-التركيز بشكل كبير على حاجيات الآخرين وترك حاجياتك غير ملباة

-عدم ممارسة نشاط رياضي بشكل كاف

-عدم التعبير عن آرائك الشخصية

-إغراق نفسك بجدولة زمنية حيث لا يبقى لديك وقت حر

-الاكتفاء بجزء ضئيل من الفرح والبهجة في حياتك

-إهمال معالجة مصادر تعاستك (مثال كايسي، بيث وجيمس)

-تخصيص وقت وجهد ومال قليلين للاعتناء بمظهرك، وهو مصدر مرجح للتقدير الذاتي

-حرمان نفسك من الحرية والاستمتاع اللذان يمنحهما لك قضاء وقت بالطبيعة

 

هل أهملت نفسك بهذه الطرق، أو بطرق أخرى؟ إذا كان الأمر كذلك، اطمئن فأنت في رفقة جيدة جنبا إلى جنب مع العديد من البشر!

حاول أن تتخيل للحظة أنك تعامل طفلا بالطريقة التي تعامل بها نفسك/جسدك الآن. هل ستحرم طفلا من الاستمتاع؟ من الخضر والفواكه؟ المرح؟ ملابس جميلة؟ التعبير عن آرائه؟ هواء نقي ورياضة؟ إذن لم تعامل نفسك أو جسدك بهذه الطريقة؟

 

بداية العام الجديد هو توقيت جيد للتوقف عن إهمال نفسك و منح نفسك الوقت، الاهتمام والجهد الذي تحتاج وتستحق.

 

5 خطوات لعلاج الإهمال الذاتي :

 

1- حدد الجوانب التي يظهر فيها إهمالك لنفسك.

2-اكتب كلا منها على حدة. رؤيتها مكتوبة سيجعلها تبدو أكثر واقعية  ووضوحا وسيعمل كتسجيل يمكن الرجوع إليه في أي وقت.

3-اختر جانبا واحدا من لائحتك (العمل على جانب واحد في كل مرة يمنحك فرصا أكثر للنجاح)، وعاهد نفسك على تحسينه هذا العام.

4-ركز على هذا الهدف. انتبه كلما فشلت في عمل ما هو أصلح لك ولجسدك.

5-تتبع نجاحك على مذكرتك أو باستعمال هاتفك. يمكنك تحميل ورقة التغيير من هنا. (هذه الملفات متوفرة مجانا على موقع د. جونيس ويب).

 

تخيل أن ‘كايسي’، ‘سيلاس’، ‘بيث’ و’جيمس’ تتبعوا الخطوات الخمس. تخيل أن ‘كايسي’ نظفت شقتها، واتخذت نظاما للحفاظ على نظافتها. تخيل أن بيتها أصبح مكانا مريحا وبهيجا كما ينبغي له أن يكون.

 

الجذور العميقة للإهمال الذاتي غالبا ما تتفرع من عدم الاستحقاق. بطريقة ما أنت لا تشعر أنك تستحق جهد العناية الذاتية.

 

تماما كما يمكن ‘لسيلاس’ أن يأخذ زمام حياته، ‘بيث’ و’جيمس’ يمكن أن يواجها مشاكلهما ويجعلا زواجهما دافئا وسعيدا. يمكنك أن تهتم بإهمالك لذاتك خلال هذا العام، مع تحفيز كاف، مجهود ومثابرة.

 

أنت تستحق ذلك.



الكاتب: Dr. Jonice Webb

المصور: Derina Ahmed