هل تعاني من أليكسيثيميا؟ أو نقص الانسجام النفسي

أليكسيثيميا أو نقص الانسجام النفسي: هو صعوبة تجربة شعور ما، التعبير عنه ووصفه.

 

أسمع كل يوم من أشخاص أدركوا للتو أنهم تعرضوا للإهمال العاطفي أثناء الطفولة. كثيرا ما يعبرون عن الأمر قائلين، “أخيرا فهمت ما كنت أمر به!” العديدون منهم يصف الأمر على أنه ثقل أزيح عن كاهلهم.

إنه أمر رائع أن تتمكن في النهاية من فهم نفسك بشكل جيد. لكن للأسف، يبقى الأمر غير كاف. الخطوة الأولى هي معرفة المشكل وفهمه. الخطوة الثانية هي معالجة المشكل.

 

إذا عشت طفولتك مع أبوين لم يستجيبا بشكل كاف لحاجياتك العاطفية (الإهمال العاطفي أثناء الطفولة)، فمحتمل أن تواجه في مراحل بلوغك مجموعة من التحديات المنفردة بهذا الإهمال العاطفي. الأطفال الذين يكبرون وقد تلقوا رسالة أن مشاعرهم غير مقبولة، يتكيفون تلقائيا مع الأمر بدفع هذه المشاعر عميقا وإبعادها، حيث لا يثقلون أبويهم بمشاعرهم وبحاجياتهم العاطفية. إذا رفضت وأبعدت مشاعرك وأنت طفل، سوف تفقد القدرة على الوصول إليها وأنت بالغ. لذلك تعتبر أليكسيثيميا من أكثر المشاكل التي تواجه الأشخاص المتعرضين للإهمال العاطفي أثناء الطفولة.

 

لحسن الحظ، نقص الانسجام النفسي مشكل يمكن معالجته. الوعي العاطفي والإدراك يمكن تعلمهما. في الحقيقة، هناك طريقة منهجية واضحة لتعلم ذلك. العديد من الأشخاص نجحوا في ذلك بمفردهم، وآخرون بمساعدة معالج نفسي.

 

تمرين تحديد المشاعر

 

هذا تمرين من ست خطوات، إذا تم تطبيقه بشكل منتظم، سيساعدك على إعادة الاتصال تدريجيا بمشاعرك، وهذا الاتصال جزء هام في العلاج من الإهمال العاطفي أثناء الطفولة.

إذا خصصت 5 دقائق فقط لهذا التمرين ثلاث مرات في اليوم (أو بقدر ما تستطيع)، فأنت تجبر دماغك على القيام بأنشطة غير مألوفة. أنت بذلك تشكل شبكات عصبونية جديدة والتي تصبح أقوى وتنشط بشكل أفضل في كل مرة تقوم بالتمرين، حتى لو لم تنجح في تحديد شعورك أو إعطائه اسما.

 

خطوات التمرين

 

خطوة 1: اجلس في مكان حيث لن يزعجك أحد. أغمض عينيك. تخيل شاشة فارغة تشغل كل ذهنك، مبعدة كل الأفكار. ركز كل انتباهك على الشاشة، موجها تركيزك للداخل.

 

خطوة 2: اسأل نفسك هذا السؤال:

“بم أشعر الآن؟”

 

خطوة 3: ركز على تجربتك الداخلية. كن واعيا بأي فكرة قد تطرأ على ذهنك، وأعد تركيزك للسؤال:

“بم أشعر الآن؟”

 

خطوة 5: حاول أن تحدد كلمة لشعورك للتعبير عنه. قد تحتاج أكثر من كلمة واحدة. استعن بلائحة للمشاعر إذا احتجت ذلك.

 

خطوة 5: إذا واجهت صعوبة في تحديد بم تشعر، لا مشكل في ذلك. العثور على كلمة أقل أهمية من المرور بتجربة محاولة الانسجام الداخلي. طالما تستمر بالقيام بالتمرين كلما أمكنك ذلك، ستبدأ بإحداث تطور. كن مواظبا ولا تستسلم!

 

خطوة 6: إذا عثرت على “كلمة شعور” تبدو مناسبة ودقيقة، أنت مستعد للمرور للخطوة التالية، وهي محاولة اكتشاف لم تشعر بم تشعر به.

الآن اسأل نفسك:

“لم أشعر ب … الآن؟”

 

تحديد بم تشعر ولم تشعر به قد يكون صعبا جدا للعديد من الأشخاص، وخصوصا للأشخاص الذين تعرضوا للإهمال العاطفي أثناء الطفولة. قد يبدو هذا التمرين بسيطا، لكنه ليس سهلا. الأشخاص المهملون عاطفيا في طفولتهم، غالبا ما يجدون صعوبة في الجلوس مع أنفسهم، وهذا شيء إلزامي لإنجاح هذا التمرين. إذا بدا لك التمرين صعبا عند تجربته أول مرة، أو مستحيلا ربما، فضلا استمر في المحاولة.
مع تمكنك تدريجيا من الجلوس مع نفسك، توجيه تركيزك للداخل، والانسجام مع مشاعرك، ستصبح قادرا أيضا على إدراك مشاعرك بشكل طبيعي، كلما ظهرت. ستجد نفسك تتغير: تجد معنى أكثر في حياتك، تتصل بشكل أفضل مع الآخرين، لديك أهداف واتجاه واضح، وثقة أكبر بنفسك.

 

نعم، بتخصيص بضع دقائق يوميا، ستتجاوز ضعف الانسجام العاطفي. بهذه الدقائق يوميا يمكنك تغيير حياتك.

 



الكاتب: Dr. Jonice Webb

المصور: Arvin Febry