حول ماذا يختلف الأزواج حقيقة ؟!

هل تعرفون “أنجلينا جولي”؟

 

تلك الممثلة الجميلة التي تتبنى الأطفال الآسيوين، والتي تزوجت أروع رجل في العالم. حتى إنه كان لهما فيلم خاص، “السيد والسيدة سميث”.

 

لم يسبق لي أن التقيت “أنجلينا جولي”. تبدو كقاتلة مأجورة بهوية سرية.

 

لكنني أعرف “كريستينا”.

 

مثل “أنجلينا”، “كريستينا” سيدة رائعة وجميلة. تزوجت هي الأخرى برجل رائع اسمه “براد”.

 

عندما التقيا أول مرة، كان “براد” مختلفا. ساحرا. عاطفيا. لكن الآن هناك فجوة بينهما، وتستمر في الاتساع.

 

هي محبطة ووحيدة. هو مستاء ويركز كل طاقته في عمله.

 

ليلة أمس كانا يحاولان اختيار مكان للعشاء. وهذا ما حدث:

 

“كرستينا” تبدأ الحديث. “أنا جائعة. لنخرج للعشاء.”

“يبدو الأمر جيدا بالنسبة لي. ماذا تودين أن تأكلي؟” يسأل “براد”.

“لا أعرف، ماذا عنك؟” تجيب “كريستينا”.

“أرغب في تناول بيتزا. لنذهب إذا،” يجيب “براد” وهو يلعق شفتيه.

“لا أريد بيتزا،” تتذمر “كريستينا”.

“حسنا، ماذا تريدين إذا؟” يسأل “براد” مجددا، هذه المرة بنبرة استياء.

“لا أعرف،” تقول “كريستينا” تعلو محياها نظرة حائرة.

“ماذا عن المأكولات البحرية؟” يقترح “براد”، محاولا بيأس اتخاذ قرار.

“لا. لا يبدو هذا جيدا بالنسبة لي،” تجيب “كريستينا”.

“أنت دائما ما تحتقرين كل فكرة أطرحها.” يعصف “براد” مغادرا الغرفة.

“كريستينا” تبدأ في البكاء. إنها تشعر بالوحدة مجددا.

 

كيف أمكن لأمر صغير جدا أن يتحول لأمر كبير جدا؟ ما الذي يتشاجران حوله حقيقة؟

 

حسب انشتاين الحب، د. “جون غوتمان“، الشيء الوحيد الذي يتشاجر حوله الأزواج هو لا شيء.

 

“كريستينا” و “براد” يذكرانني بفيلم “السيد والسيدة سميث”. يحبان بعضهما، لكن مع مرور الوقت انفصالهما العاطفي يبعدهما عن بعض.الشيء الموالي كما تعلمون أنهم يطلقون النار على بعضهما ويصبح حبهما مميتا.

 

أحيانا في العلاقات، يبدو الأمر وكأننا نطلق النار على بعضنا البعض عاطفيا بسبب أبسط الأشياء. يمكن أن ينفجر الوضع بسبب البرنامج الذي نود مشاهدته على “نتفلكس”، في أي مطعم نتناول وجبة العشاء، أو أي زاوية من البيت تحتاج التنظيف أولا.

 

الخلافات التافهة يمكن أن تصنع أو تكسر الثقة

 

نادرا ما يجلس الزوجان معا، يضعون أجندة، ويتناقشون حول موضوع معين كالمسائل المالية مثلا. أحيانا يفعلون ذلك فعلا، لكن عادة ما يجرحون مشاعر بعضهم البعض في ما يبدو “أحداثا تافهة” والتي يظهر أنها تتمحور حول اللاشيء.

 

الذي يهم ليس الخلاف في حد ذاته. الذي يهم هو كيفية استجابة الطرفين للمشاعر السلبية في العلاقة. إذا نظر الزوجان للخلاف على أنه فرصة للتطور والنمو، يمكنهما تحويل انتباههما لبعضهما البعض والتحسين من فهم كل منهما للآخر، تعميق ثقتهما ببعضهما البعض وفي العلاقة نفسها.

 

إذا صرف الزوجان نظرهما عن المشاعر السلبية في هذه المواقف، يمكنهما في النهاية إعادة الاتصال ببعضهما البعض، لكن الثقة سوف تقل بعض الشيء. مع مرور الوقت، الأحداث الصغيرة والتافهة ستتراكم إلى أن يصبح الطرفان مجروحان، حزينان، ووحيدان.

 

بدل مد يد بعضكما للآخر، تبدءان في توجيه أصابع الاتهام والجلوس مكتوفي الأيدي. بدل التحدث طوال الليل، تشعر وكأنك تمشي فوق أرضية من قشور البيض. تشعر بأنك خائف جدا من التحدث حول شعورك خوفا من بدء شجار آخر.

 

ربما مر وقت طويل منذ اتصالكما ببعض إلى درجة الشعور وكأنكما رفقاء زنزانة بدل توأمي روح. هل أنا محق في ذلك؟

 

لماذا تفشل العلاقات

 

الأحداث السلبية ستقع دائما في العلاقات، لكن ليس هذا ما يجعلنا نتحول لرفقاء زنزانة. العلاقات تفشل عندما تصبح “قصة حياتنا” مرتكزة حول المشاكل التي يخلقها الشريكان، وليس الحب الذي يمنحه الشريكان.

 

عمليا كل لحظة من حياتك مروية بصوت في ذهنك. هذا الصوت سيذكرك كم هو رائع شريكك أو كم هو مريع بالنسبة لك. هذه القصص يتم التدرب عليها باستمرار في ذهنك. إذا كانت قصتك متمحورة حول الأشياء السلبية، تبدأ في فصل نفسك تدريجيا، أحيانا دون إدراك منك.

 

إنها كحصاة في حذائك. مع مرور الوقت، تصبح مزعجة جدا حيث تدفعك لخلع حذائك ورمي الحصاة إلى أبعد نقطة ممكنة. إذا كان لدينا راوي في ذهننا يخبرنا باستمرار عن مدى سوء الشعور الذي تسببه لنا علاقتنا، فسنبدأ برؤية شريكنا كشخص أناني. إمكانيتنا للانفصال عاطفيا وللخيانة ترتفع مع الوقت.

 

شعور الحب الجميل الذي كان لدينا مرة يستبدل بشعور الوحدة، الاستياء، والغضب. كل حدث بسيط يزيد من احتمالية الخيانة أو إنهاء العلاقة.

 

هناك نقطة تحول في علاقاتنا حيث تسيطر القصة السلبية وتهيمن على كل القصص الإيجابية لشريكنا. د. “غوتمان” يطلق على هذه النقطة “المنظور السلبي.” حتى لو قام شريكنا بشيء لطيف من أجلنا، سيظل شخصا أنانيا يقوم بعمل لطيف. شخص لا يمكننا الوثوق به.

 

الشجارات حتمية في العلاقات

 

الأحداث مثل قصة “كريستينا” و”براد” حتمية الوقوع في العلاقات. حسب الدكتور “غوتمان”، كلا الشريكين في العلاقة يكونان متاحان عاطفيا بنسبة 9% من الوقت فقط. مما يجعل 91% من علاقتنا أرضية ملائمة لسوء التواصل.

 

في حين أن العديد منا يرى الخلاف في العلاقة إشارة لعدم التوافق، يجب أن يتم النظر إليه كعلامة على الحاجة لحدوث تغيير وتطور.

 

شعور عدم الاتصال بشريكك يمكن استعماله للعثور على آفاق جديدة للتواصل. البرود الجنسي في الزواج يمكن أن يحملك على أخذ نظرة عميقة لكُلّيتك. يمكن أن يعلمك كيف تجسد رغباتك الدفينة وكيف ترغب بحق في شريكك وتعيش تجربة حميمية ذات أثر كبير.

 

الخلافات الكلاسيكية هي ببساطة تذكير بأن العلاقة عبارة عن شخصين مختلفين يعملان معا لفهم الاختلافات وحب كل منهما للآخر رغم السلبيات.

 

ما الذي يجعل الحب يدوم؟

 

عندما يحدث خلاف في علاقة، يجب على الشريكين أن يتعاونا ليفهما بعضهما بشكل جيد. الحدث السلبي تتم معالجته، وبما أن الشريكين يعملان مع بعضهما، يركزان على الجانب الإيجابي في العلاقة. الأحداث السلبية يتم نسيانها.

 

الثقة تنبني عندما يتم تذكيرنا بأن شريكنا يوجد لدعمنا. يمد يديه لنا أو يأخذ بيدنا عندما نمد أيدينا له. ندرك أن حاجياتنا تهم شريكنا. ننسى تفاصيل ألمنا، والأحداث السلبية في العلاقة تنزلق من ذهننا.

 

الآن عندما يكون شريكنا طائشا، بعيدا عاطفيا، أو لئيما اتجاهنا، القصة التي نخبر بها أنفسنا هي إنه “متوتر أو يعاني بعض الضغوط.” نثق به، لكي نصلح الواقعة ونعيد الاتصال ببعضنا البعض. الضحك والمودة تملأ خلافاتنا لأننا نعلم أن هذا الحدث سيتم حله وأن علاقتنا ستصبح أفضل بسببه.

 

لذا عندما يحدث شيء سلبي في علاقتكما، لا تكونا مثل السيد والسيدة سميث. لا ترميا قلوب بعضكما بعضا بسبب لاشيء فقط سوء فهم. استغلا الحدث لبناء الثقة، لتعميق علاقتكما، ولجعلها أفضل علاقة حب رأيتماها على الإطلاق.

 



تم نشر المقال في نسخته الأصلية لأول مرة في مدونة غوتمان للعلاقات