تطبيقات التعاطف الذاتي (2): اكتب رسالة لنفسك

الجزء الأول: ما هي الصفات التي تشعرك بالنقص؟

الجميع لديهم شيء لا يعجبهم عن أنفسهم؛ شيء يجعلهم يشعرون بالعار، بعدم الأمان، أو بأنهم غير “جيدين بما فيه الكفاية.” إنها طبيعة الإنسان ألا يكون كاملا، ومشاعر الفشل والنقص هي جزء من تجربة عيش الحياة كإنسان.

جرب أن تكتب عن موضوع لديك يميل لجعلك تشعر بالنقص أو بمشاعر سيئة عن نفسك (المظهر الخارجي، العمل أو صعوبة في العلاقات الاجتماعية…) ما هي المشاعر التي تمر بك عندما تفكر في هذا الجانب من ذاتك؟ حاول فقط أن تستشعر تلك العواطف تماما كما هي – لا أكثر، ولا أقل- بعد ذلك اكتب عنها.

الجزء الثاني: اكتب رسالة لنفسك من منظور صديق متخيل يحبك بلا شروط

الآن فكر في صديق متخيل متقبل، لطيف، متعاطف ويحبك بغير شروط. تخيل أن هذا الصديق يمكنه رؤية كل نقاط قوتك ونقاط ضعفك، بما فيها الجزء الذي كنت تكتب عنه لتوك. تأمل بم يشعر هذا الصديق اتجاهك، وكم أنك محبوب ومقبول كما أنت، بكل عيوبك البشرية. هذا الصديق يدرك حدود الطبيعة البشرية، وهو لطيف ومتسامح اتجاهك. في حكمته/حكمتها الواسعة، هذا الصديق يتفهم قصة حياتك وملايين الأشياء التي حدثت في حياتك والتي جعلت منك الشخص الذي أنت عليه في هذه اللحظة. عيبك مرتبط بالعديد من الأشياء التي لم تخترها: جيناتك، تاريخ أسرتك، ظروف الحياة – أشياء خارجة عن سيطرتك.

اكتب رسالة لنفسك من زاوية نظر الصديق المتخيل – مركزا على الصفة الذي كنت تحكم على نفسك بخصوصها. ما الذي سيقوله هذا الصديق لك عن “عيبك” من منظور تعاطف غير محدود؟ كيف سيوصل لك هذا الصديق التعاطف العميق الذي يشعر به اتجاهك، خصوصا عن الألم الذي تستشعره عندما تحكم على نفسك بقسوة؟ ما الذي سيكتبه هذا الصديق ليذكرك أنك إنسان فقط، أن كل البشر لديهم نقط ضعف ونقط قوة؟ وإذا تخيلت أن هذا الصديق قد يقترح تغييرات لتقوم بها، كيف ستجسد هذه المقترحات مشاعر الحب اللامشروط  والتعاطف؟

وأنت تكتب لنفسك من وجهة نظر هذا الصديق المتخيل، حاول أن تشبع رسالتك بإحساس قوي لتقبُّل هذا الصديق، لطفه، اهتمامه، والرغبة في صحتك وسعادتك.

الجزء الثالث: استشعر التعاطف وهو يهدئك ويخفف عنك

بعد كتابة الرسالة، اتركها لفترة. ثم عد إليها واقرأها ثانية، وأنت تسمح للكلمات بغمرك. استشعر التعاطف وهو يتخللك، مهدئا لك ومخففا عنك كنسيم عليل في يوم حار. الحب، الاتصال والقبول هي حقوقك منذ الولادة. للمطالبة بها عليك فقط النظر إلى داخلك.



الكاتب: Dr. Kristin Neff

الصورة: by Helloquence on Unsplash